we are now

بحث هذه المدونة الإلكترونية

من أنا

صورتي
جمهورية قفلستان العظمى
كنت مسلمة نقية تقية رأسية وأفقية على رأي الرسول مش فاهم ثم دخلني الشك فبحثت وصدمت.. خرجت من الدين غير مأسوف علي ولأن يهدي العقل بي شخصا واحدا خير لي من حمر النعم .. التي لا تعجبني أصلا

هات يدك

تعال إلى حيث الإنعتاق من ربقة العبودية ووطأة الجهل.. تعال إلى الحرية ..


الأحد، 7 مارس 2010

نحن نخلق ألهتنا

تحية طيبة ...

مازلت ألح على أن الإيمان بالألهة جاءت لتلبية حاجات وغايات نفسية وإنسانية فى الأساس ولم يكن حضور فكرة الإله الواجد والخالق ومفسر الوجود هى المعنية كما يذهب الكثير من علماء الميثولوجيا .
فأى فكرة فى الوجود إذا لم تعطى عوائد وتلبى حاجات وغايات تصبح فكرة يشوبها العبث ..والإنسان على مدار التاريخ الإنسانى لم يخرج عن دائرة الحاجة والغاية من الفكرة ..بل صاغ وشكل كل الأفكار كما يرى ويهوى لتجد لها حضوراً على الأرض منفذة لمخططاته وغاياته .

فلنتناول كيف صاغ الإنسان ألهته وشكلها وخلقها فى إطار مشاريعه وحاجاته النفسية .

* فكرة الله المقاتل .

فكرة الله تم تشكيلها وخلقها لخدمة أغراض وأهداف كثيرة , وتأتى فكرة الإله المقاتل المهموم بقضايا الأرض الموعودة لأحبابه ..أو كل الأرض تكون له ولأحبابه فى مقدمة الأفكار التى صاغها الإنسان لخدمة مصالحه البرجماتية .

ففى التراث الدينى عموماً والإبراهيمى على وجه الخصوص نجد فكرة الإله المقاتل واردة وطارحة ذاتها بقوة ..حتى تندهش من هذا الإلحاح الشديد لتصدير هذه الصورة بهذه الملامح المغرقة فى بشريتها , وستقع بالضرورة فى إشكالية التناقض مابين صورة الإله المقاتل والإله الرحيم ..علاوة على عبثية فكرة وجود إله عظيم يتدنى إلى مستوى أن يكون الإله الملاكى والوكيل الوحيد لجماعة بشرية محددة يستهلك ذاته فى خدمة أغراضها ..صارفاً النظر عن كافة البشر والذى لا يراهم سوى أنهم كائنات خلقت للقتل فقط ولا تشغل أى شئ فى ذهنيته لأن الشعب المختار أوالأمة المميزة قد لحس عقله .!!

صورة الإله المحارب تفرض ذاتها بقوة على التراث التوراتى والإسلامى ..حتى يهيأ لك أن هذه الصورة للإله لم تأتى إلا لهذا الغرض .!
ففى التراث التوراتى يلقب الإله يهوه برب الجنود ولهذه الصفة مدلول معين تعطى أن الجنود والمقاتلين هم أحباء الله وكذلك حب الإله للجندية والحرب...كما نجد الله المقاتل فى التوراة يقوم بدور القائد فهو يخطط ويدبر ويضع الخطط العسكرية ويعطى تعليماته بإستمرار فى مقاتلة الأخر .

فعلى سبيل المثال لا الحصر ..

"حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الى الصلح فان اجابتك الى الصلح و فتحت لك فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم و ان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها و اذا دفعها الرب الهك الى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف و اما النساء و الاطفال و البهائم و كل ما في المدينة كل غنيمتها فتغتنمها لنفسك و تاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا. )

هنا الإله يهوه يحدد الخطوات التى يجب إتخاذها فى الحرب والقتال !!..ولا يعنى هذا الأمر أن هذه التعليمات دائمة ومستديمة فهى كمثل أى حالة قتالية محكومة بظرفها الذاتى والتاريخى .

(وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما ، بل تحرمها تحريما الحثيين و الاموريين و الكنعانيين و الفرزيين و الحويين و اليبوسيين كما امرك الرب الهك لكي لا يعلموكم ان تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لالهتهم فتخطئوا الى الرب الهكم ).

نلاحظ فى هذه الأية هى إستراتيجية القتال على خلفية التطهير العرقى ..وإنها إنزلقت إلى تحديد الجماعات المعنية بالحرب والقتال ..وهذا يعطينا دلالات بأننا أمام رؤية بشرية عبرت عن نفسها بشكل فج ونقلت رؤية الكاتب التوراتى وأهدافه السياسية فى لحظته التاريخية .

وكلم الرب موسى قائلاً: انتقم نقمة لبني إسرائيل من المديانيين ثم تضم إلى قومك" سفر العدد (31/1-2).
" كل من وجد يطعن بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم" أشعيا (13/15-16).
ويتابع الرب : "فأقوم عليهم يقول رب الجنود وأقطع من بابل اسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب" أشعيا (14/22).

كما نرى فى هذه النصوص أيضاً أن الإنسان سطر رؤيته التى لا تخلو من الوحشية والهمجية بشكل فظ تعبر عن مكنونات ذاته ... ولا أأمل أن نغرق فى النفور والإستهجان من هذه الأيات الغارقة فى الهمجية والبربرية لتصرفنا عن رؤيتنا حول خلق الإنسان لفكرة الإله المقاتل .

فى حالة القبائل اليهودية التى شكلت فكرة الإله على أهوائها ومصالحها تولد حلم الإقامة والهيمنة على أراضى الكنعانين , مما يمكن إعتباره مشروعهم القومى الأساسى ..ولا أكون مبالغا ً إذا قلت أن التراث التوراتى كله لم يأتى إلا لهذا الهدف الوحيد ..فهناك الفكرة البدئية الناظرة بشغف إلى أراضى الغير والرغبة فى الإستئثار بها ليتم إبداع فكرة الوعد الإلهى بالأرض الموعودة بدون أى مناسبة .!! وليشكل هذا حلم الرغبة فى التحقيق متى إمتلك القدرة و الإمكانية .
وتحققت الإمكانية عندما إمتلكت القدرة على القتال ... فعندما إشتد ساعد هذه القبائل بدأت تجهز لمشروعها العسكرى ..لذلك لم يتوانى مسطر الأسطورة أن يجعل الإله قائداً ملهماً يحمل سيفه ويمسك بخوذة ودرع ويحث اليهود على القتال والتطهير العرقى .!

الإله المحارب هو تجسيد للقائد الذى يترجم لهؤلاء الهمج حلم الإستيلاء على الأرض ..ونرى الأطروحات فى الأيات والسرد هى رؤية بشرية واضحة الملامح .. ففى كل حدث يتم تحديد شكل القتل والتطهير والنهب بدعوى الغنائم ..وهى أحداث وإن كانت قد تمت فى التاريخ فهى تعبير صارخ عن رؤية هذه القبائل الرعوية ومطامعها ودرجة همجيتها معاً وهى محكومة فى كل الأحوال بظرفها الزمانى والمكانى ودرجة تطورها الحضارى .

يكون هدف تصدير صورة الإله المقاتل هو تجميع الشعب اليهودى على قائد كبير يعطيهم الأمان ويمنحهم زاداً من الروح المعنوية المطلوبة فى الحروب .

نأتى للتراث الإسلامى الذى لا يختلف كثيراً عن التراث العبرانى فى تأطير صورة الإله كإله محارب حريص على القتال ..ولا يتوانى هو الأخر فى حث المؤمنين على القتال وتحريضهم ..بل جعل العملية القتالية التى تدور على الأرض هى نصر له ..واعداً أعزائه من المقاتلين بجنة خاصة ملئها السموات والأرض شاملة على خدمة ضيافة سياحية على أعلى مستوى من أكل وخمور ونساء .


.{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ} سورة التوبة: 73
وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ} سورة البقرة: 191

.{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} سورة الأنفال: 65

فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاء حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاء اللَّهُ لَانتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُم بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَن يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ} سورة محمد: 4


.{فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة: 5

كما نرى من الأيات السابقة صورة القائد الذى يحرض ويدعو للقتال ..ولا يتوانى فى تحديد تفاصيل القتل والذبح .. ولا تجد بعيون منطقية سبب لكل هذه الجلبة من قتال البشر لكى يؤمنوا ..فهل هو يريد هذا الأمر ..ولماذا .؟ ومامعنى حرية الإيمان والإختبار الإلهى من الأعراب .؟
وما يدل على عبثية الرؤية أنه من المستحيل تطبيقها فى عصرنا الراهن ...ولكن فى النهاية هى بنت زمانها وإستطاعت رغم سذاجة الطرح أن تحقق مشروعها السياسى , فهناك أهداف توسعية يراد تحقيقها موظفاً لفكرة الإله الراغب فى القتال والنصر والتمدد لتحقيق كافة المطامع السياسية .

المشروع الإسلامى هو مشروع سياسى فى المقام الأول له أجندته الخاصة فى التوسع والتمدد ويسعى جاهداً نحو تحقيق أهدافه لذا لم يتوانى هو أيضاً عن توظيف فكرة الله فى خدمة مشروعه ..ليجعل القتال للأهداف التوسعية تأخذ غطاءاً إلهياً يمنح المقاتلين زادا ً معنوياً هائلاً ..ففى كل الأحوال هم سينالون الجنة السمائية المليئة بالخمر والنسوان ..وفى حالة بقاءهم أحياء سينالوا الغنائم من الأموال المنهوبة والإماء والسبى .

نحن أمام مشاريع إنسانية بحتة خلقت وشكلت إلهها وفقاً لأغراضها وأهدافها الخاصة ..فجعلته قائداً حربيا لا يمل عن الدعوة للقتال والحرب ..بل يلح إلحاحاً غريباًعلى أن ينصره أحبائه المؤمنين .

إذن فكرة الله فى التراث العبرانى والإسلامى تمت صياغتها فى صورة الإله الذى لا يتوانى فى حث وتحريض أتابعه على القتال والغزو ليحققوا أحلامهم التوسعية ..ولا تكون هذه الصورة إلا دليل على قدرة الإنسان فى خلق الفكرة وتشكيلها وفقاً لأغراضه الخاصة .

وهناك رؤية نفسية أخرى تضاف فى هذا السياق ..فصورة الإله المقاتل الداعى أحبابه للقتل والعنف ضد الأخر هى فكرة تسمح للعنف الإنسانى الدفين طريقاً للتنفيس والخروج ضد الأخر بأريحية نفسية .
فالإنسان يحمل تحت جلده كم من العنف والشراسة إستمده من بداءته وبحثه الغريزى عن الطعام والوجود ... ولم يكن هذا العنف الهمجى سبيلاً جيداً لبقاء الجماعة البشرية وقوتها وتماسكها ..لأن ممارسته سينهك الجماعة البشرية بفقد عناصرها وقوتها مما يحول دون صمودها فى وجه الطبيعة بقسوتها والأخر المتصارع معها ..فيتم الحد من العنف الموجه ضد أفراد الجماعة الواحدة وفى المقابل يتم توظيف فكرة الإله الداعى للقتال فى السماح ببمارسة العنف ضد الأخر كشكل من أشكال التنفيس ..بحيث يمارس الإنسان وحشيته وهمجيته تحت مظلة إلهية تمنحه لذة القتل بضمير مستريح ودم بارد .

دمتم بخير ...


http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=100282.0

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق